للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مواليه وعبيده فرفعوه إلى ابن أبي بكرة. فسأله عن الخبر. فقال: أنا رجل قصاب، لقيني عمرو وضربني، وذكر أني لص. فدعا ابن أبي بكرة عمرا، فسأله عن قصة الرجل. فأخبره فقطع يده.

- وحدثني أبو الحسن المدائني، عن مسلمة قال:

لما ولي سعيد بن عثمان بن عفان خراسان من قبل معاوية، أتى المدينة ليصلح من شأنه، فلقي عبيد الله بن أبي بكرة بها وهو يريد الحج. فأتاه فعرض عليه ما عنده. فقال: إنّ أحبّ مالي إلي ما أعنت به مثلك ورفدته به، فكتب له كتابا إلى سليم الناصح مولاه، يأمره فيه أن يدفع إليه عشرين ألفا، وعشرين بغلا، وعشرين برذونا، وعشرين بعيرا، وكسوة، وآلة عدّدها. فلما قدم سعيد البصرة، قال: لا أرى ابن أبي بكرة إلا قد غرنا، فقيل له:

لا عليك؛ أوصل كتابه. فلما أوصل الكتاب إلى سليم، وقرأه، أحضر جميع ما كتب به إليه عبيد الله، فدفعه إليه. ثم قال: هل لك من حاجة أخرى؟ فقال سعيد: أو لو كانت لي حاجة أخرى غير ما كتب به صاحبك، فأكنت (١) قاضيها لي؟ قال: أما مثل ما أعطاك، فإني كنت أعطيك إياه من مالي. وقال سعيد:

لا تخفرن صحيفة مختومة … وانظر بما فيها فكاك الخاتم

إن الغيوب عليكم محجوبة … ألا تظنى جاهل أو عالم

قال: وسليم هذا صاحب «أصفر سليم»، وكان دواء يتخذه للأجر.

- وحدثني المدائني، عن شيخ من ثقيف، عن بشير بن عبيد الله بن أبي بكرة قال:


(١) - بالأصل: قال كنت، وهو تصحيف واضح.