للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أعني أبا حاتم الفياض كان لنا … عضدا فأضحى جناحي وهو مكسور (١)

قال: وكان سليم مولى عبيد الله يقول: ختمت خاتمي هذا على أربعين ألف ألف درهم، فما حال الحول وعندنا منه شيء، وكان عبد الملك، إذا ذكر ابن أبي بكرة، يقول: الأسود سيد أهل المشرق، وكان عبيد الله آدم شديد الأدمة، مفلج الثنايا، طوالا، أبرج (٢) العينين، ضخم الرأس، غليظ الوسط.

- حدثني عباس بن هشام، عن أبيه، عن عوانة بن الحكم قال:

خرج أبو بكرة إلى الكوفة ليكلم معاوية في أمر بني زياد حين أخذهم بسر بن أبي أرطاة فلما دخل عليه، قال: أزائر، أم نزعت بك حاجة يا أبا بكرة؟ فقال: لا أقول باطلا؛ ما جئت إلا في حاجة. قال: تشّفع يا أبا بكرة، وترى لذلك أهلا؛ فما حاجتك؟ قال: تؤمن زيادا وولده. قال:

أما زياد فللمسلمين عنده مال، إذا أداه فهو آمن؛ وأما ولده فنخلي سبيلهم، وكتب إلى بسر في ذلك. فلما ودعه، قال: يا أبا بكرة، اعهد إلينا عهدا. فقال: نعم: أعهد إليك أن تنظر لنفسك وتعمل صالحا، فإنك قد تقلدت أمرا عظيما: خلافة الله في خلقه، فاتق الله، فإن لك غاية لن تعدوها، ومن ورائك طالب حثيث لن تفوته، فيوشك أن تبلغ بك المدى ويلحقك الطالب فتصير إلى من يسألك عما كنت فيه وهو أعلم بك من نفسك، وإنما هي محاسبة وتوقيف، فلا تؤثرن على رضاء الله شيئا.

- وقال الهيثم بن عدي: دخل عبد الرحمن بن أبي بكرة على الحجاج،


(١) - ديوان يزيد بن مفرغ الحميري ص ١٢٧ - ١٢٨.
(٢) - الأبرج: من بياض عينه محدقا بالسواد كله.