لو صاحب السّمحاء كعبا ذا الندى … أو حاتما كانا عليه عيالا
أو طلحة الطلحات في عدّاته … أيام يطعم ما تهب شمالا
يا أكرم الأمراء في سلطانه … وأقلهم كبرا خلقت ثمالا (١)
قد طال ما سست الجنود فلم تكن … نزقا تسيء بهم ولا تنبالا
قد فقت بالمصرين كل سميدع … وغلبت من نزل الحجاز فعالا
والشأم لو قاسوا به سمحاءهم … لسبقت حلبتهم معا أميالا
وقال الحجاج الجشمي:
أبا حاتم في أيّ شيء جفوتني … وأنت غني عام ذاك أمير
وأنت جواد تنهب الناس مالكم … لكل غني عندكم وفقير
فكيف حرمنا ذاك منكم وأنتم … على من سوانا روضة وغدير
أبا حاتم إنا سراة أناسنا … قديما نسدّي أمرهم وننير
يقول رجال لا يضرك فقدهم … بلى إنّ فقد الصالحين يضير
وقال واثلة السدوسي يهجوه:
هل يذهبن عنك مسروحا وحلبته … ربط البراذين أو تشييدك الدورا
إنّ الأساود لن تلقى عطاءهم … في الصالحات ولا في الخير مذكورا
أولاد أسود نوبيّ له ذفر … لم يجعل الله في ألوانهم نورا
وقال ابن مفرّغ:
كان الجواد عبيد الله أكرمهم … في كل حق ينوب الناس مذكور
حلو الشمائل لا تحصى مواهبه … قرم لقرم نماه المجد والخير
يعطي الجزيل بلا منّ ولا نكد … ولا ينحّله خلف وتعذير
(١) - الثمال: الغياث الذي يقوم بأمر قومه. القاموس.