بعث الحجاج عبيد الله بن أبي بكرة إلى عبد الملك يسأله أن يوليه خراسان وسجستان. فقال عبد الملك لعبيد الله: إن شئت جمعتهما لك.
فقال: لا حاجة لي فيهما، لأني لا أخون رجلا بعثني في حاجته. فقال:
ما كنت لأعزل أمية للحجاج ثم إنه ولى الحجاج خراسان وسجستان، فولى المهلب سجستان وولى ابن أبي بكرة خراسان. فغم ذلك المهلب. فلقي عبد الرحمن بن عبيد بن طارق السعدي، وكان على شرط الحجاج، فقال:
إن عبيد الله بن أبي بكرة أعلم بسجستان قد وليها، وأنا أعلم بخراسان كنت بها مع الحكم بن عمرو الغفاري وغيره. فقال له: عليك بزذان فروخ بن بيرى فكلمه ليعينني. فتكلم عبد الرحمن بن عبيد، وأعانه زذان فروخ، فنقل المهلب إلى خراسان، وعبيد الله بن أبي بكرة إلى سجستان.
قال أبو الحسن المدائني: وسئل شيخ من أهل سجستان عن عمالهم، فقيل له: من كان أعظمهم في أعينكم، وأجلهم في صدوركم؟ فقال: عبد الرحمن بن سمرة، ثم عبيد الله بن أبي بكرة كان أحسنهم سياسة. وكان عباد بن زياد أضبطهم. وكان طلحة أسخاهم، ثم جاء ابن أبي بكرة فوهن وخار وأهلك جنده. وكان سلك مضيقا. فأخذ عليه فهلك جنده.
- قالوا: ومات عبيد الله ببشت (١) كمدا لما أصابه ونال العدوّ منه.
ويقال: اشتكى أذنه وكان موته منها في سنة ثمانين. قال مجاهد المنقرى يرثي عبيد الله بن أبي بكرة:
إنّ الجواد إذا الرياح تناوحت … بالريح أصبح ما يثمر مالا