للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مكتوم، وهي عاتكة بنت عبد الله بن عنكثة، من بني مخزوم - وربما أذّن لرسول الله بالمدينة. وبعض الرواة يقول: اسم ابن أم مكتوم: عبد الله. والأول أثبت وهو قول الكلبي.

- وأذّن لرسول الله بمكة أبو محذورة، واسمه أوس بن معير بن لوذان بن ربيعة بن معير بن عريج بن سعد بن جمح. وله يقول أبو دهبل وهب بن زمعة الجمحي:

أما وربّ الكعبة المستوره … وما تلا محمد من سوره

والنعرات من أبي محذوره … لأفعلنّ فعلة مذكوره

وبعضهم يقول: اسم أبي محذورة سمرة بن معير. والأول أثبت.

وكان أبو محذورة استأذن رسول الله بمكة في أن يؤذّن مع بلال، فأذن له في ذلك. وكان يؤذّن في المسجد الحرام. وأقام بمكة يؤذن، ومات بها، ولم يأت المدينة، وقال ابن الكلبي: كان أبو محذورة لا يؤذّن لرسول الله بمكة إلا في الفجر؛ ولم يهاجر وأقام بمكة يؤذّن في المسجد الحرام. وكان النبي قال: آخر أصحابي موتا في النار. فبقي سمرة بن جندب الفزاري حليف الأنصار بالبصرة، وأبو محذورة بمكة. وكان سمرة يسأل من يقدم من الحجاز عن أبي محذورة. وكان أبو محذورة يسأل من يقدم من البصرة عن سمرة حتى مات أبو محذورة قبله.

وحدثني عمر بن شبة، عن عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب قال:

كان أبو محذورة يؤذّن على عهد رسول الله . قال: فقدم عمر حاجا، فقال: ويح أبي محذورة، أما يخاف أن ينشق مريطاؤه (١)؟ فلما دخل


(١) - المريطاء: ما بين السرة أو الصدر إلى العانة، أو جلدة رقيقة بينهما، أو عرقان يعتمد عليهما الصائح. القاموس.