للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فوردوا على من يستجيرون به، أو جاءوا لصلح، نكسوا رماحهم حتى طمنوا. فقال الحارث بن ظالم:

رفعت الرمح إذ قالوا قريش … وشبهت الشمائل والقبابا

فما قومي بثعلبة بن سعد … ولا بفزارة الشعر الرقابا

وقومي إن سألت بنو لؤيّ … بمكة علّموا مضر الضرابا (١)

وكانت قباب قريش من أدم، لا يضربها غيرهم بمنى. وقال:

إذا فارقت ثعلبة بن سعد … وإخوتهم نسبت إلى لؤيّ

إلى نسب كريم غير مزر … وحيّ هم أكارم كل حيّ

فإن يغضب بهم نسبي فمنهم … قرابين الإله بنو قصيّ

ويقال إنّ الحارث بن ظالم قدم على عبد الله بن جدعان بعكاظ، وهم يريدون حرب قيس. فلذلك نكس رمحه. ثم رفعه حين عرفوه، وأمن.

ويوم عكاظ من أيام الفجار، وكان لقريش. وفيه يقول ابن الزبعرى:

ألا لله قوم و … لدت أخت بني سهم

هشام وأبو عبد … مناف مدره الخصم

وذو الرمحين ناهيك … من القوة والحزم

هم يوم عكاظ م … نعوا الناس من الهزم

فهذان يذودان … وذا من كثب يرمي (٢)

يعني هشام بن المغيرة المخزومي، وهاشم بن المغيرة ويكنى أبا عبد مناف، وذو الرمحين أبو ربيعة بن المغيرة، قاتل في هذا اليوم برمحين.


(١) - جمهرة ابن الكلبي ج ١ ص ١١. سيرة ابن هشام ج ١ ص ٧١ - ٧٢.
(٢) - شعر عبد الله الزبعرى - ط. بيروت ١٩٨١ ص ٤٨ مع فوارق.