كنا نحدث أن النبي ﷺ لا يموت حتى يخير بين الدنيا والآخرة: فلما اشتكى رسول الله ﷺ وجعه الذي قبض فيه عرضت له بحة، فسمعته يقول:«بل الرفيق الأعلى مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين»، فعلمت أنه خيّر فاختار ما عند الله.
- حدثني عبد الله بن أبي أمية، عن إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عبد الله بن كعب بن مالك:
أن رسول الله ﷺ استغفر لأصحاب أحد، ثم قال:«يا معشر المهاجرين، استوصوا بالأنصار خيرا فإن الناس يزيدون والأنصار على هيئتهم لا يزيدون؛ إنهم عيبتي التي آويت إليها، فأحسنوا إلى محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم»(١).
- حدثني محمد بن سعد، عن الواقدي، عن محمد بن عبد الله، عن الزهري
أن الله ﷿ خير نبيه بين خزائن الدنيا والخلود فيها ثم الجنة، وبين الموت ولقاء ربه والجنة، فاختار لقاء ربه، وجعل يقول:«الرفيق الأعلى، الرفيق الأعلى».
حدثني أبو الحسن المدائني، عن خباب بن موسى، عن جعفر بن محمد، عن أبيه قال:
لما احتضر رسول الله ﷺ، أتاه جبريل ﵇، فخيره بين البقاء في الدنيا والمصير إلى رحمة ربه، فجعل يقول:«بل الرفيق الأعلى»، حتى قضى ﷺ.
(١) - مغازي الزهري ص ١٣١. سيرة ابن هشام ج ٢ ص ١٠٦٤ - ١٠٦٥.