للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

-وحدثني عبد الله بن أبي أمية، عن إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن أيوب بن بشير

أن رسول الله خرج عاصبا رأسه حتى جلس على المنبر، فكان أول ما تكلم به أن صلى على أصحاب أحد واستغفر لهم. ثم قال: إنّ عبدا من عباد الله خيره الله بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ما عند رّبه. ففهمها أبو بكر وعرف أنه يريد نفسه، فبكى وقال: نحن نفديك بأنفسنا وأموالنا وأبنائنا. ثم قال: انظروا هذه الأبواب الشاخصة - أو الشارعة، أو كلمة نحوها - فسدوها إلا باب أبي بكر، فإني لا أعلم أحدا كان أفضل عندي يدا في الصحبة منه (١).

حدثني هشام بن عمار، ثنا عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين، أنبأ الأوزاعي، عن أسامة بن زيد، عن عكرمة قال:

سمعت ابن عباس يقول: قال رسول الله ذات يوم: «إن عبدا خير بين الدنيا والآخرة». ففطن أبو بكر، فبكى. فقال له أبو سعيد الخدري: يا أبا بكر، ما يبكيك من عبد خير بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة؟ فنظر النبي إلى أبي بكر، فقال: إنّ آمنكم عليّ بصحبته، وذات يده لابن أبي قحافة؛ سدّوا كل خوخة إلى المسجد إلا خوخة أبي بكر.

حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي، ثنا أبو داود الطيالسي، أنبأ شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن عروة، عن عائشة قالت:


(١) - سيرة ابن هشام ج ٢ ص ١٠٦٣ - ١٠٦٤.