حدثني محمد بن سعد، عن الواقدي: عن أفلح بن حميد، عن القاسم بن محمد، عن عائشة قالت:
اجتمعنا عند رسول الله ﷺ وهو ثقيل في بيت ميمونة، فقال نساءكنّ بالحبشة - منهن أم سلمة، وأسماء ابنة عميس-: لدّوه. فقلت:
لا تفعلوا. فخالفوني، فلدّوه. ثم أفاق، فقال: هذا عمل أم سلمة، وأسماء بنت عميس، هذا من دواء أهل الحبشة؛ لا يبقين في البيت أحد إلا لدّ، غير عمي. فلددت صفية بنت حيّي، ولدّتني فوجدت من ذلك حزّا. ولدّ بعضنا بعضا. وأقام في بيت ميمونة سبعة أيام.
حدثنا هشام بن عمار، ثنا إسماعيل بن عياش، عن بحير بن سعيد قال:
حدّثنا أن رسول الله ﷺ لما اشتد وجعه في بيت ميمونة زوجته، لدّ بالكست (١) والزيت. فلما أفاق: قال: من لدّني؟ قالوا: عمك، وزينب بنت جحش، وعائشة. قال: من دلكم على هذا؟ قالوا: أسماء بنت عميس، وأم سلمة. قال: هذا طبّ جاءتا به من الحبشة حين هربتا بدينهما من قريش. وأمرهم جميعا، فالتدّوا إلا العباس.
وروى الواقدي، عن معمر بن راشد، عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن وغيره:
أنّ الذي لدّ به رسول الله ﷺ عود هندي، وشيء من ورس، وشيء من زيت.
(١) - هو الذي يتبخر به، وهو القسط الهندي، عقار معروف. معجم أسماء النباتات.