للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كان رسول الله في مرضه إذا وجد خفة خرج فصلى بالناس، وإذا ثقل وجاءه المؤذّن قال: «مروا أبا بكر يصلي بالناس. فخرج الأمر من عنده يوما بأن يصلي أبو بكر، وكان غائبا، فصلى عمر بالناس. فلما كبر، وكان جهير الصوت، سمع تكبيره، فقال: لا، لا، لا، أين ابن أبي قحافة»؟ فانصرف عمر، وانتقضت الصفوف. فما برحنا حتى طلع ابن أبي قحافة، وكان بالسّنح (١)، فصلى بالناس.

- حدثني محمد بن سعد، عن الواقدي، عن معمر ومحمد بن عبد الله، عن الزهري، عن عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عبد الله بن زمعة قال:

دخلت على رسول الله أعوده، فقال: «يا عبد الله مر الناس بالصلاة». فخرجت فلقيت رجالا لم أكلمهم حتى رأيت عمر، فقلت:

صل بالناس. فلما كبر، سمع النبي تكبيره، فأخرج رأسه من حجرته، وهو يقول: «لا، لا، لا، ليصل بالناس ابن أبي قحافة». وقال ذلك وهو مغضب. فانصرف عمر، فقال: يا بن أخي، أمرك رسول الله أن يأمرني؟ قلت: لا، ولكنه قال لي: «يا عبد الله، مر الناس بالصلاة». فلما رأيتك لم أبلغ من ورائك. فقال: ما ظننت إلا إن رسول الله أمرك أن تأمرني، ولولا ذلك ما صليت.

حدثني محمد بن سعد، عن الواقدي، عن ابن أبي سبرة، عن عاصم بن عبيد الله بن سالم، عن سالم، عن أبيه قال:

كبر عمر، فسمع النبي تكبيره، فأقلع رأسه مغضبا يقول: «أين


(١) - محلة من محال عوالي المدينة. المغانم المطابة.