لما كان اليوم الذي توفي فيه رسول الله ﷺ، خرج أبو بكر يصلي للناس صلاة الصبح. ثم خرج رسول الله ﷺ. فلما أحسه أبو بكر، ذهب يستأخر. فحبسه. فصلى هو بأبي بكر، وأبو بكر إمام الناس، ورسول الله ﷺ قاعد. فلما فرغ من الصلاة، قال أبو بكر: أراك يا رسول الله قد أصبحت صالحا، واليوم لابنة خارجة - يعني امرأته من الأنصار. وانطلق أبو بكر إليها، والنبي ﷺ يحذّر الناس الفتن. ثم نادى بأعلى صوته:«إني والله، ما أحلّ لكم إلاّ ما أحلّ الله، ولا أحرّم عليكم إلا ما حرّم الله في كتابه. يا فاطمة بنت رسول الله، يا صفية عمة رسول الله، اعملا لما عند الله فاني لا أغني عنكما من الله شيئا». فما انتصف النهار حتى توفي رسول الله ﷺ.
حدثنا محمد بن الصباح، ثنا هشيم، أنبأ إسماعيل بن أبي خالد، ثنا البهي قال،
قال أبو بكر للنبي ﷺ في مرضه الذي قبض فيه: أراك اليوم مفيقا، وهو يوم ابنة خارجة. فانطلق أبو بكر إليها، ثم رجع وقد قبض رسول الله ﷺ. فكشف عن وجهه، وقبل جبهته فقال: بأبي أنت وأمي، طبت حيا وميتا.
حدثني عبد الله بن أبي أمية البصري، عن إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن حمزة بن عبد الله بن عمر، أن عائشة قالت:
لما استعزّ برسول الله ﷺ مرضه، قال: «مروا أبا بكر فليصل بالناس. فقلت: إنّ أبا بكر رجل ضعيف الصوت، رقيق، كثير البكاء إذا