للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

﴿أَ فَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخالِدُونَ ١،﴾ ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنا تُرْجَعُونَ ٢،﴾ ﴿وَما مُحَمَّدٌ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اللهُ الشّاكِرِينَ﴾ (٣). قال عمر: «أفي كتاب الله هذا، يا أبا بكر؟» قال: نعم. ثم قال عمر: هذا صاحب رسول الله في الغار وثاني اثنين، فبايعوه. فحينئذ بايعوه.

- حدثنا الوليد بن صالح، عن الواقدي، عن ابن أبي ذئب، عن أبي حازم، عن ابن عمر قال:

لما قبض النبي سجّى بثوب، وقعدنا حوله نبكي. وإنا لكذلك إذ سمعنا صوتا، ولا يتبين شخصا، قال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. فرددنا عليه مثل ذلك. فقال: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَ إِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ،﴾ إلى قوله ﴿مَتاعُ الْغُرُورِ﴾ (٤) أما تعلمون أنّ في الله خلفا من كل هالك، وعزاء عن كل مصيبة، وعوضا من كل فائت، فبالله فثقوا، والله فارجوا، وليحسن نظركم في أمركم ومصيبتكم، فإن المحروم من حرم الثواب؛ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. قال ابن عمر: فسمع هذا الكلام أهل البيت كلهم، وأهل المسجد، وأهل الطريق. وبكى الناس يومئذ حتى النساء في الخدور، وكادت البيوت تسقط


(١) - سورة الأنبياء - الآية:٣٤.
(٢) - سورة العنكبوت - الآية:٥٧.
(٣) - سورة آل عمران - الآية:١٤.
(٤) - سورة آل عمران - الآية:١٨٥.