للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليا، وإنما كانت بيعة أبي بكر فلته» (١)، فكذب والله. لقد أقامه رسول الله مقامه، واختاره لعماد الدين على غيره، وقال: يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر، فهل منكم من تمدّ إليه الأعناق مثله؟

- وحدثني محمد بن سعد، ثنا محمد بن عمر الواقدي، عن أبي معمر، عن المقبري، ويزيد بن رومان مولى آل الزبير، عن ابن شهاب قال:

بينا المهاجرون في حجرة رسول الله وقد قبضه الله إليه، وعلي بن أبي طالب والعباس متشاغلان به، إذ جاء معن بن عدي، وعويم بن ساعدة فقالا لأبي بكر: «باب فتنة، إن لم يغلقه الله بك فلن يغلق أبدا.

هذا سعد بن عبادة الأنصاري في سقيفة بني ساعدة يريدون أن يبايعوه».

فمضى أبو بكر، وعمر، وأبو عبيدة بن الجراح حتى جاؤوا السقيفة، وإذا سعد على طنفسة متكئا على وسادة وعليه الحمى. فقال له أبو بكر؛ ما ترى يا أبا ثابت؟ فقال: أنا رجل منكم. فقال الحباب بن المنذر: منا أمير ومنكم أمير؛ فإن عمل المهاجري شيئا في الأنصار، ردّ عليه الأنصاري، وإن عمل الأنصاري شيئا في المهاجرين، ردّ عليه المهاجري، أنا جذيلها المحكّك وعذيقها المرجّب؛ إن شئتم فرزنا، فرددناها جذعة؛ من ينازعني؟ فأراد عمر أن يتكلم. فقال له أبو بكر: على رسلك؛ ثم قال أبو بكر: «نحن أول الناس إسلاما، وأوسطهم دارا، وأكرمهم أنسابا، وأمسهم برسول الله رحما. وأنتم إخواننا في الإسلام، وشركاؤنا في


(١) - الفلتة كل شيء عمل على غير روية وتدبر.