للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما هذا؟ قال: قسم قسمه أبو بكر. فقالت: أترشوني عن ديني؟ قال:

لا. قالت: أتخافوني أن أدع ما أنا عليه؟ قال: لا. قالت: فو الله لا آخذ منه شيئا. فرجع زيد إلى أبي بكر، فأخبره بما قالت. فقال: ونحن والله لا نأخذ مما أعطيناها شيئا أبدا.

- حدثني عمرو بن محمد الناقد، أنبأ الحسين الجعفي، عن زائدة، عن عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود قال:

لما قبض رسول الله ، قالت الأنصار: منا أمير ومنكم أمير.

قال: فأتاهم عمر، فقال: يا معشر الأنصار، ألستم تعلمون أن رسول الله أمّر أبا بكر أن يصلي بالناس؟ قالوا: بلى. قال: فأيكم يطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر بعد ذلك؟ قالوا: نعوذ بالله أن نتقدّم أبا بكر.

- حدثني بكر بن الهيثم، عن هشام بن يوسف، عن معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال:

بلغني أن عمر بن الخطاب أراد الخطبة يوم الجمعة، فعجّلت الرواح حين صارت الشمس «صكة عميّ» (١). فلما سكت المؤذنون، خطب فقال:

إني قائل مقالة لا أدري لعلها قدام أجلي. فمن وعاها، فليتحدث بها حيث انتهت به راحلته. ومن خشي أن لا يعقلها شيء، فإني لا أحلّ لأحد أن يكذب عليّ. ثم قال: بلغني أن الزبير قال: «لو قد مات عمر، بايعنا


(١) - صكة عمي: الهاجرة، والأصل أن عميا، وهو رجل من عدوان كان يفيض بالحاج عند الهاجرة وشدة الحر. النهاية لابن الأثير.