يال قصيّ كيف هذا في الحرم … وحرمة البيت وأخلاق الكرم
أظلم لا يمنع مني من ظلم
فقال الزبير: ما لهذا مترك، فجمع إخوته واجتمعت بنو هاشم، وبنو المطلب بن عبد مناف، وبنو أسد بن عبد العزى بن قصي، وبنو زهرة بن كلاب وبنو تيم بن مرة بن كعب في دار أبي زهير عبد الله بن جدعان القرشي ثم التيمي فتحالفوا على أن لا يجدوا بمكة مظلوما إلا نصروه ورفدوه وأعانوه حتى يؤدى إليه حقه، وينصفه ظالمه من مظلمته وعادوا عليه بفضول أموالهم ما بل بحر صوفة، وأكدوا ذلك وتعاقدوا عليه وتماسحوا قياما.
وشهد رسول الله ﷺ ذلك الحلف فكان يقول:«ما سرني بحلف شهدته في دار ابن جدعان حمر النعم». فسمي الحلف حلف الفضول لبذلهم فضول أموالهم.
وقال قوم: سمي حلف الفضول لتكفلهم فضولا لا يجب عليهم.
وقال بعضهم: إنما سمي حلف الفضول لأنه كان في جرهم رجال يردّون المظالم يقال لهم: فضيل وفضال ومفضل وفضل فتحالفوا على ذلك.
فقيل: هذا الحلف مثل حلف هؤلاء النفر الذين أسماؤهم هذه الأسماء.
والأول أثبت.
وأقام الزبير ومن معه بأمر الزبيدي حتى أنصفه العاص بن وائل، وفي ذلك يقول الزبير بن عبد المطلب:
حلفت لتعقدن حلفا عليهم … وإن كنا جميعا أهل دار
نسميه الفضول إذا عقدنا … يعزّ به الغريب لذي الجوار