للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقدم رجل من بارق بسلعة فابتاعها منه أبيّ بن خلف الجمحي فظلمه - وكان سيء المعاملة والمخالطة - فأتى البارقي أهل حلف الفضول فأخذوا له منه بحقه فقال:

تهضّمني حقي بمكة ظالما … أبيّ ولا قومي إلي ولا صحبي

فناديت قومي بارقا ليجيبني … وكم دون قومي من فياف ومن سهب

سيأبي لكم حلف الفضول ظلامتي … بني جمح والحق يؤخذ بالغصب

وقدم رجل تاجر من خثعم مكة ومعه ابنة له يقال لها القتول فعلقها نبيه بن الحجاج بن عامر بن جديعة بن سعد بن سهم فلم يبرح حتى نقلها إلى منزله بالغلبة والقهر، فدل أبوها على أهل حلف الفضول فأتاهم فأخذوها من نبيه ودفعوها إلى أبيها، فقال نبيه بن الحجاج:

راح صحبي ولم أحيّ القتولا … وأودعهم وداعا جميلا

لا تخالي إني عشية راح الرك … ب هنتم عليّ ألا أقولا

وخشيت الفضول فيك وقدما … قد أراني ولا أخاف الفضولا

وقال نبيه أيضا:

حيّ المليحة إذ نأت … عنا على عدوائها

لا بالفراق تنيلنا … شيئا ولا بلقائها

لولا الفضول وأنه … لا أمن من غلوائها

لدنوت من أبياتها … ولطفت حول خبائها

ولجئتها أمشي بلا … هاد على ظلمائها

فشربت فضلة دونها … وأبت علي غشاءها