وكانت تحت حذيفة، وخطبها أخوك الحسين، فأنكحتها ورددتما لشراسة في أخيك ولأنك مطلاق.
- وحدثت عن هشام بن الكلبي قال: تنازع قوم بالمدينة؛ فقال بعضهم: أسخى الناس عبد الله بن جعفر. وقال آخرون: عرابة الأوسي. وقال آخر: قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري، وشيخ يسمع كلامهم فقال: والله ما منكم إلا من فضل رجلا شريفا سخيا، فليقم كل رجل منكم إلى من فضله؛ فليسأله لنعرف جماله فقام صاحب عبد الله بن جعفر فأتاه وقد قربت له راحلة ليركب، وقد وضع رجله في غرزها فقال:
يا بن عم رسول الله إني رجل حاج أبدع (١) بي وقد بقيت متحيرا فأعني في زاد وراحلة، فقبض رجله ثم قال: دونك الراحلة فاقتعدها وانظر ما عليها من فضل أداة فبعه واجعله في نفقتك، فوثب بعض غلمان عبد الله إلى سيف في مؤخر الرحل ليأخذه فقال عبد الله: مه ثم قال: يا هذا لا تخدعنّ عن هذا السيف فإنه تقوم عليّ بألف دينار. فأخذ الراحلة بما عليها والسيف؛ وأتى القوم فقالوا: لقد أحسن العطية.
ثم قام صاحب عرابة؛ فأتاه وقد خرج من داره يريد المسجد، وغلامان له أسودان يأخذان بيده وقد كف بصره فقال له: يا هذا إني رجل من الحاجّ منقطع بي فأعني في زاد وراحلة فقال: أوّه أوّه والله لقد أتيت عرابة وما يملك صفراء ولا بيضاء وما يملك إلا هذه الأرض العريضة وعبديه هذين
(١) - أبدعت الراحلة: كلت وعطبت، أو ظلعت، وأبدع: عطبت ركابه وبقي منقطعا. القاموس.