للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والانصراف عني، فقلت والله ما أخطأت يا أمير المؤمنين، فأضعف لي وفادتي وأعطاني رواحل كثيرة حملت لي زيتا وألطافا وكسى.

- حدثنا عباس بن هشام الكلبي، عن أبيه، عن محمد بن زيد الكناني قال: كان سائب مولى لبني ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، وكان تاجرا موسرا يبيع الطعام، وكان يغني مرتجلا ويوقع على غنائه بقضيب، وكان انقطاعه إلى عبد الله بن جعفر، وكان عبد الله يحسن [إليه].

[قال: وفد عبد الله بن جعفر على معاوية ومعه سائب خاثر، فوقع له في حوائجه، ثم عرض عليه حاجة لسائب خاثر، فقال معاوية: من] سائب هذا؟ قال عبد الله: رجل من أهل المدينة من موالي بني ليث بن حدافه [يروي الشعر، قال: أوكل من روى الشعر أراد أن نصله، قال:

إنه حسنّه، قال: وإن حسنه] قال: فأدخله إلى أمير المؤمنين؟ قال: نعم فادخله إليه، فلما دخل قام [على الباب ثم رفع صوته يتغنى] (١):

لمن الديار رسومها قفر

فقال معاوية أشهد لقد حسّنه ثم وصله وقضى حاجته.

قال: وسمع معاوية صوت سائب خاثر من منزل يزيد ابنه.

فلما دخل عليه يزيد قال: من كان جليسك يا بني البارحة؟

قال: سائب خاثر. قال: فاخثر (٢) له فما رأيت بنشيده بأسا.


(١) - بياض في نسخة استانبول، وطمس في الأصل، وتم استدراك ذلك كله من كتاب الأغاني - ط. دار الكتب ج ٨ ص ٣٢٣، حيث بقية الشعر ونسبته.
(٢) - أي أكثر.