للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

معاوية: ما في الأرض قوم أحمق من أهل خراسان أطاعوا رجلا لا يدرون على الحق هو أم انه مبطل لقد قال الله لملائكته: ﴿إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً﴾ فزادوا ﴿قالَ إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ﴾ (١). فبلغ قوله أبا مسلم فقال: ما ظنكم برجل يتكلم بهذا وهو أسير، والله لو أطلق لأفسد كور خراسان، فدس إليه من قتله وكتب إلى أبي العباس أمير المؤمنين بموته.

وقال ابن هرمة في عبد الله بن معاوية:

أحب مدحا أبا معاوية الما … جد لا تلقه حصورا عييا

بل كريما يرتاح للحمد بسا … ما إذا هزّه السؤال حييا

ذو وفاء عند العدات وأو … صاه أبوه أن لا يزال وفيا (٢)

في أبيات.

قالوا: وكان علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب من الأجواد، فلما كانت السنيات البيض وكن سنيات اشتدت على أهل المدينة وجهدوا فيها بالقحط وقلة المير، وذلك في زمن الوليد بن عبد الملك بن مروان، فكان علي يحمل لهم المؤن العظام، وأطعم ووصل وقام بأمورهم، فقال مساحق ابن عبد الله بن مخرمة:

أبا حسن إني رأيتك واصلا … لهلكى قريش حين غيّر حالها

سعيت لهم سعي الكريم ابن جعفر … أبيك وهل من غاية لا تنالها

فما أصبحت في ابني لويّ فقيرة … مدقّعة إلا وأنت ثمالها


(١) - سورة البقرة - الآية:٣٠.
(٢) - بقية الأبيات في تاريخ دمشق لابن عساكر ج ٣٩ ط. دمشق ١٩٨٦ ص ١٦٢ - ١٦٣. وانظر الأبيات في شعر ابن هرمة طبعة دمشق ١٩٦٩ ص ٢٢٨.