للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقولون: مرحبا يا بن رسول الله، قدمت خير مقدم، وهم يظنون أنه الحسين، فساء ابن زياد تباشير الناس بالحسين وغمه؛ وصار إلى القصر فدخله وأمر فنودي الصلاة جامعة وخطب الناس فأعلمهم أن يزيد ولاه مصرهم، وأمره بإنصاف مظلومهم وإعطاء محرومهم؛ والإحسان إلى سامعهم ومطيعهم والشدة على عاصيهم ومريبهم، ووعد المحسن وأوعد المسيء.

وبلغ مسلم بن عقيل قدوم عبيد الله بن زياد الكوفة، فأقبل حتى أتى دار هانئ بن عروة بن نمران المرادي، فدخل من بابه ثم أرسل إليه أن أخرج إلي، فخرج إليه، فقال له مسلم: يا هانئ إني أتيتك لتجيرني وتضيفني، فقال هانئ: والله لقد سألتني شططا، ولولا دخولك داري وثقتك بي لأحببت أن تنصرف عني ولكنه قد وجب علي ذمامك، فأدخله داره.

وكانت الشيعة تختلف اليه فيها.

ودسّ ابن زياد مولى يقال له معقل، وأمره أن يظهر أنه من شيعة علي؛ وأن يتجسس من مسلم ويتعرف موضعه، وأعطاه مالا يستعين به على ذلك، فلقي معقل مولى ابن زياد مسلم بن عوسجة الأسدي فقال له: إني رجل محب لأهل بيت رسول الله ، وقد بلغني أن رجلا منهم بعث به الحسين بن علي صلوات الله عليه إلى شيعته من أهل الكوفة، ومعي مال أريد أن أدفعه إليه يستعين به على أمره وأمركم، فركن ابن عوسجة إليه، وقال له: الرجل القادم من قبل الحسين مسلم بن عقيل وهو ابن عمه وأنا مدخلك إليه.