للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومرض هانئ بن عروة المرادي فأتاه عبيد الله بن زياد عائدا، فقيل لمسلم بن عقيل: أخرج إليه فاقتله. فكره هانئ أن يكون قتله في منزله فأمسك مسلم عنه.

ونزل شريك بن الأعور الحارثي أيضا على هانئ بن عروة؛ فمرض عنده فعاده ابن زياد؛ وكان شريك شيعيا شهد الجمل وصفين مع علي، فقال لمسلم: إن هذا الرجل يأتيني عائدا فاخرج إليه فاقتله. فلم يفعل لكراهة هانئ ذلك: فقال شريك: ما رأيت أحدا أمكنته فرصة فتركها إلا أعقبته ندما وحسرة، وأنت أعلم، وما على هانئ في هذا لولا الحصر.

ومات شريك بن الأعور؛ في دار هانئ من مرضه ذلك. واسم الأعور الحارث.

وجعل معقل مولى ابن زياد يختلف إلى ابن عوسجة يقتضيه ما وعده من إدخاله إلى مسلم بن عقيل؛ فأدخله إليه، وأخذ مسلم بيعته وقبض المال الذي كان أعطاه إياه عبيد الله بن زياد منه، وذلك بعد موت شريك بن الأعور.

وأتى معقل ابن زياد؛ فحدثه بما كان منه وبقبض مسلم بن عقيل المال في منزل هانئ بن عروة بن نمران المرادي، فقال: أفعلها هانئ؟!

ووجه محمد بن الأشعث الكندي وأسماء بن خارجة بن حصين الفزاري إلى هانئ بن عروة؛ فرفقا به حتى اتى ابن زياد؛ فأنّبه على إيوائه مسلم بن عقيل، وقال له: إن أمر الناس مجتمع وكلمتهم متفقة افتعين على تشتيت امرهم بتفريق كلمتهم والفتهم رجلا قدم لذلك؟ فاعتذر إليه من إيوائه وقال: أصلح الله الأمير دخل داري عن غير مواطاة مني له، وسألني