للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لنأمر بالمعروف وننهى عن المنكر. فقال: وما أنت وذاك، وجرى بينهما كلام فقتله.

وقال هشام بن الكلبي: قال ابو مخنف في إسناده: قال ابن زياد لابن عقيل: أردت أن تشتت أمر الناس بعد اتفاقه، وتفرّق ألفتهم بعد اجتماعهما، وجرى بينهما كلام حتى قال له: قتلني الله إن لم أقتلك قتلة لم يقتلها أحد في الإسلام. فقال له مسلم: أما إنك أحق من أحدث في الإسلام ما لم يكن فيه من سوء القتلة، وقبح المثلة، وخبث السريرة ولؤم الغلبة.

ثم قال ابن زياد: اصعدوا به فوق القصر، واضربوا عنقه فأتبعوا رأسه جسده.

فقال: يا بن الأشعث فو الله لولا أمانك ما استسلمت.

فكان الذي تولى ذلك منه بكير بن حمران الأحمري، أشرف به على موضع الحّذائين وهو يسبّح ويدعو على من غرّه وخذله، فضرب عنقه ثم اتبع رأسه جسده.

وطلب ابن الأشعث إلى ابن زياد في هانئ بن عروة فأبى أن يشفعه، فأمر به فأخرج من محبسه إلى السوق وهو مكشوف الرأس يقول: وا مذحجاه ولا مذحج اليوم.

فضرب عنقه مولى لعبيد الله بن زياد، تركّي يقال له: رشيد وقتل رشيد هذا يوم الخازر بالموصل (١) قتله عبد الرحمن بن الحصين المرادي، وفي


(١) - سيمر خبر يوم الخازر أثناء الحديث عن ثورة المختار بن أبي عبيد الثقفي.