وكان الحسين قدّم مسلم بن عقيل بين يديه، فزل على هانئ بن عروة المرادي وجعل يبايع أهل الكوفة، فبعث ابن زياد إلى هانئ فقال:
ائتني بمسلم. فقال: ما لي به علم. قال: فاحلف بالطلاق والعتاق.
قال: إنكم يا بني زياد لا ترضون إلا بهذه الأيمان الخبيثة، فأمر مكانه فضرب رأسه ثم رمى به إلى الناس، وبعث إلى مسلم بن عقيل فجيء به فأمر به فدفع بين شرفتين من شرف القصر فقال له: ناد أنا مسلم بن عقيل أمير العاصين. فنادى ثم ضرب رأسه فسقط.
وأقبل الحسين حتى نزل نهر كربلا، وقد بلغه خبر الكوفة.
وقال القائل:
إن كنت لا تدرين ما الموت فانظري … إلى هانئ في السوق وابن عقيل
تري رجلا قد جدّع السيف أنفه … ونضح دم قد سال كل مسيل
أصابهما أمر الإله فأصبحا … أحاديث من يهوى بكل سبيل
قال خلف: وسمعت من يزيد في هذا الشعر:
أيركب أسماء الهمالج آمنا … وقد طلبته مذحج بقتيل (١)
حدثني حفص بن عمر، عن الهيثم بن عدي، عن عوانة قال:
جرى بين ابن عقيل وابن زياد كلام فقال له: ايه يا بن حليّة. فقال له [ابن] عقيل: حليّة خير من سميّة وأعف.
(١) - انظر الشعر ومزيد من التفاصيل في الفتوح لابن الأعثم - تحقيقي ط. بيروت ١٩٩٢ ج ٢ ص ٩٨ - ١٢٠. تاريخ الطبري - ط. دار المعارف، القاهرة ج ٥ ص ٣٧٩ - ٣٨٠.