فكتب إليه زياد:«إن سعدا قدم علي فعجل فانتهرته وزجرته، وكان أهلا لأكثر من ذلك، فأما ما ذكر من الاسراف في الأموال والتنعم واتخاذ الطعام فإن كان صادقا فأثابه الله ثواب الصادقين، وإن كان كاذبا فلا آمنه الله عقوبة الكاذبين. وأما قوله: اني أتكلم بكلام الأبرار وأخالف ذلك فيّ بالفعل. فإني إذا من الأخسرين عملا، فخذه بمقام واحد قلت فيه عدلا ثم خالفته إلى غيره، فإن أتاك عليه بشهيد عدل؛ وإلا تبين لك كذبه وظلمه».
وكتب ﵇ إلى مالك بن كعب الأرحبي:
«إني وليتك معونة البهقباذات (١)، فآثر طاعة الله، واعلم أن الدنيا فانية، والآخرة آتية واعمل صالحا تجز خيرا، فإن عمل ابن آدم محفوظ عليه وإنه مجزيّ به؛ فعل الله بنا وبك خيرا والسلام».
وكتب [﵇] إلى سليمان بن صرد وهو بالجبل:
«ذكرت ما صار في يديك من حقوق المسلمين، وأن من قبلك وقبلنا في الحق سواء، فأعلمني ما اجتمع عندك من ذلك؛ فأعط كل ذي حق حقه، وابعث إلينا بما سوى ذلك لنقسمه فيمن قبلنا إن شاء الله».
وحدثني بعض أصحابنا عن المدائني، عن يونس بن أرقم، عن ابن سيرين قال: ارتد قوم بالكوفة فقتلهم علي ﵇ ثم. أحرقهم وقال:
(١) - من أعمال سقي الفرات تعد من كور بغداد. معجم لبلدان.