للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هلا سألت بني الجارود أي فتى … عند الشفاعة والثار ابن صوحانا

هل كان إلا كأم أرضعت ولدا … عقت فلم تجز بالإحسان إحسانا

لا تأمنن على سوء فتى ذمرا … يجزي المودة من ذي الود كفرانا

وكتب إلى زياد - وهو خليفة عبد الله بن العباس بالبصرة - يستحثه بحمل مال مع سعد مولاه، فاستحثه فأغلظ له زياد وشتمه، فلما قدم سعد على علي شكا إليه وعابه عنده، وذكر منه تجبّرا وإسرافا، فكتب علي إليه:

«إن سعدا ذكر لي أنك شتمته ظالما، وجبهته تجبرا وتكبرا؛ وقد قال رسول الله : الكبرياء والعظمة لله، فمن تكّبر سخط الله عليه.

وأخبرني أنك مستكثر من الألوان في الطعام، وأنك تدهن في كل يوم. فماذا عليك لو صمت لله أياما؛ وتصدقت ببعض ما عندك محتسبا، وأكلت طعامك في مرة مرارا أو أطعمته فقيرا، أتطمع - وأنت متقلّب في النعيم تستأثر به على الجار المسكين، والضعيف الفقير والأرملة واليتيم - أن يجب لك أجر الصالحين المتصدقين، وأخبرني انك تتكلم بكلام الأبرار، وتعمل عمل الخطائين فإن كنت تفعل ذلك فنفسك ظلمت؛ وعملك أحبطت، فتب إلى ربك وأصلح عملك، واقتصد في أمرك، وقدم الفضل ليوم حاجتك إن كنت من المؤمنين، وادّهن غبّا ولا تدهن رفها (١)، فإن رسول الله قال: ادّهنوا غبا ولا تدّهنوا رفها. والسلام».


(١) - أي لا تدهن كل يوم.