للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أو كبيرا لأشدنّ عليك شدة تدعك قليل الوفر؛ ثقيل الظهر والسلام».

وكتب إلى المنذر بن الجارود وبلغه انه يبسط يده في المال، ويصل من أتاه، وكان على اصطخر:

«إن صلاح أبيك غرني منك وظننت أنك تتبع هديه وفعله؛ فإذا أنت فيما رقّي إلي عنك لا تدع الانقياد لهواك؛ وإن أزرى ذلك بدينك، ولا تصغي إلى الناصح وإن أخلص النصح لك؛ بلغني أنك تدع عملك كثيرا وتخرج لاهيا متنزها متصيدا، وأنك قد بسطت يدك في مال الله لمن أتاك من أعراب قومك، كأنه تراثك عن أبيك وأمك، وإني أقسم بالله لئن كان ذلك حقا لجمل أهلك وشسع نعلك خير منك، وأن اللعب واللهو لا يرضاهما الله، وخيانة المسلمين وتضييع أعمالهم مما يسخط ربك، ومن كان كذلك فليس بأهل لأن يسدّ به الثغر، ويجبى به الفيء، ويؤتمن على مال المسلمين، فأقبل حين يصل كتابي هذا إليك».

فقدم فشكاه قوم ورفعوا عليه أنه أخذ ثلاثين ألفا، فسأله فجحد، فاستحلفه فلم يحلف، فحبسه.

ومرض صعصعه بن صوحان العبدي فعاده علي، فكلمه صعصعة وقال: أنا أضمن ما على المنذر. قال علي: كيف تضمن ذلك وهو يزعم أنه لم يأخذ شيئا؛ فليحلف. فقال صعصعة: هو يحلف. قال علي: وأنا أظنه سيفعل، إنه نظّار في عطفيه، مختال في برديه، تفال في شراكيه. فأخرجه علي فخلى سبيله وقال علي لصعصعة: إنك ما علمت لخفيف المؤونة، حسن المعونة. قال وأنت والله يا أمير المؤمنين ما علمت بالله لعالم وله خائف.

فلم يشكر المنذر لصعصعة ما صنع في أمره، فقال الأعور الشني: