ما قال صبرة بن شيمان، واعتزلوا أيضا، فقالت بنو تميم: والله لنقاتلنهم عليه، فقال لهم الأحنف: أنتم والله أحق ألا تقاتلونهم وقد ترك قتالهم من هو أبعد منهم رحما، فقالوا: والله لنقاتلنهم عليه، فقال الأحنف: والله لا أساعدكم وانصرف عنهم، فرأسوا عليهم رجلا يقال له: ابن الجذعة - وهو من بني تميم وبعضهم يقول: ابن المخدعة - فحمل عليهم الضحاك بن عبد الله الهلالي فطعن ابن الجذعة فصرعه، وحمل سلمة بن ذؤيب على الضحاك فطعنه فاعتنقه عبد الله بن رزين الهلالي فسقطا إلى الأرض يعتركان، وكان ابن رزين شجاعا، وكثرت الجرحى بينهم ولم يقتل من الفريقين أحد، فقال من اعتزل من الأخماس: والله ما صنعتم شيئا حيث اعتزلتم وتركتموهم يتناحرون، فجاؤوا حتى صرفوا وجوه بعضهم عن بعض، وحجزوا بينهم وقالوا لبني تميم: والله لنحن أسخى أنفسا منكم، تركنا لبني عمكم شيئا أنتم تقاتلونهم عليه، فخلوا عن القوم وعن ابن أختهم. ففعلوا ذلك.
وقال ابن الكلبي: الجذعة بنت معاوية بن مالك بن زيد مناة؛ وهي أم جشم وعبشمس ابني كعب بن سعد، ويقال لهم: بنو الجذعة.
ومضى عبد الله بن عباس ومعه من وجوههم نحو من عشرين سوى مواليهم ومواليه، ولم يفارقه الضحاك بن عبد الله، وعبد الله بن رزين حتى وافى مكة، وقال قائل أهل البصرة: