للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«يتبعن عباس بن عبد المطلب». على الغلط.

وكان ابن عباس يعطي في طريقه من سأله ومن لم يسأله من الضعفاء حتى قدم مكة.

ويقال: إنه كان استودع حصين بن الحرّ مالا فأداه إليه.

قالوا: ولما قدم ابن عباس مكة ابتاع من حبثر مولى بني كعب من خزاعة ثلاث مولدات: حوراء، وفتون، وشادن بثلاثة آلاف دينار، فكتب إليه علي أبي طالب:

«أما بعد فإني كنت أشركتك في أمانتي، ولم يكن في أهل بيتي رجل أوثق منك في نفسي لمواساتي ومؤازرتي وأداء الأمانة إلي، فلما رأيت الزمان على ابن عمك قد كلب، والعدو عليه قد حرب، وأمانة الناس قد خربت، وهذه الأمة قد فتنت قلبت له ظهر المجنّ، ففارقته مع القوم المفارقين، وخذلته أسوأ خذلان الخاذلين، وخنته مع الخائنين، فلا ابن عمك آسيت، ولا الأمانة أديت، كأنك لم تكن الله تريد بجهادك، وكأنك لم تكن على بيّنة من ربك، وكأنك إنما كنت تكيد أمة محمد عن دنياهم وتطلب غرّتهم عن فيئهم، فلما أمكنتك الشرة (١) أسرعت العدوة، وعاجلت الوثبة وانتهزت الفرصة، واختطفت ما قدرت عليه من أموالهم اختطاف الذئب الأزل دامية المعزى الهذيلة، وظالعها الكسير، فحملت أموالهم إلى الحجاز رحيب الصدر؛ تحملها غير متأثم من أخذها كأنك - لا أبا لغيرك - إنما حزت لأهلك تراثك عن أبيك وأمك، سبحان الله أفما تؤمن بالمعاد


(١) - في هامش الأصل ما يفيد في رواية أخرى «الشدة».