حابس من بني تميم فركضوا أفراسهم في إثره، وقد كان النعر بن زمام المجاشعي لقيه فأجاره؛ وأجاره أيضا رجل من بني سعد يكنى أبا المضرحي، فلما لحقه ابن جرموز وصاحباه خرجا هاربين، فقال لهما الزبير:
إلى أين؟ إليّ إنما هم ثلاثة ونحن ثلاثة، فأسلماه ولحقه القوم فعطف عليهم فحمل عليه ابن جرموز، فنصب له الزبير فانصرف عنه، وحمل عليه الإثنان من ورائه فالتفت إليهما وحمل عليه ابن جرموز فطعنه فوقع فاعتوروه فقتلوه.
واحتز ابن جرموز رأسه فجاء به إلى الأحنف، ثم أتاه عليا فقال:
قولوا لأمير المؤمنين: قاتل الزبير بالباب. فقال: بشروا قاتل ابن صفية بالنار. وأمر عليّ برأسه فحمل إلى وادي السباع فدفن مع بدنه، وجاءه ابن جرموز بسيفه فقال عليّ: سيف طال ما جلي به الكرب عن وجه رسول الله ﷺ، ولكنه الحين ومصارع السوء. ثم أقبل علي وولده يبكون فقال ابن جرموز: ظننت أني قتلت عدوا له، ولم أظنّ أنيّ قتلت له وليا وحميما.
المدائني في اسناد له: ان مصعب بن الزبير دعا الناس إلى العطاء فقال مناديه: أين ابن جرموز؟ فقيل: إنه ساح في الأرض فقال: أظنّ أني قاتله بأبي عبد الله، ليظهر آمنا وليأخذ عطاءه سالما.
حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي، عن وهب بن جرير بن حازم عن يونس بن يزيد، عن الزهري قال:
لما وقف عليّ وأصحاب الجمل؛ خرج عليّ على فرسه فدعا الزبير فتواقفا فقال له علي: ما جاء بك؟ قال: جاء بي أني لا أراك لهذا الأمر أهلا ولا أولى به منا. فقال علي: لست أهلا لها بعد عثمان؟ قد كنا نعدّك من بني عبد المطلب حتى نشأ ابنك ابن السوء ففرق بيننا وبينك، وعظم عليه أشياء