فانطلقا ثم رجعا؛ فقال الزبير لصاحبه: ما عندك؟ قال: صدقك الرجل فقال الزبير: يا جدع أنفاه يا قطع ظهراه. ثم أخذه أفكل (١) حتى جعل السلاح ينتقض عليه، فقال جون: ثكلتني أميّ أهذا الذي كنت أريد أن أموت أو أعيش معه، والذي نفسي بيده ما هذا إلا لأمر سمعه وهو فارس رسول الله ﷺ فلما تشاغل الناس انصرف فجلس على دابته ثم ذهب، قال: ثم انصرف جون فجلس على دابته فلحق بالأحنف، قال: ثم جاء فارسان إلى الأحنف فاكبّا عليه يناجيانه فرفع الأحنف رأسه فقال:
يا عمرو بن جرموز يا فلان. فأتياه فأكبّا عليه فناجاهما ساعة ثم انصرفا، ثم جاء عمرو بن جرموز إلى الأحنف فقال: أدركته في وادي السباع فقتلته.
فكان قرة بن الحارث يقول: والذي نفسي بيده إن صاحب الزبير إلا الأحنف.
حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي، عن عبيد الله بن موسى بمثله.
حدثنا خلف بن سالم، حدثنا وهب بن جرير، عن جويرية، عن يحيى بن سعيد قال: كتب معاوية إلى الزبير: أن أقبل إليّ أبايعك ومن يحضرني. فكتم ذلك طلحة وعائشة، ثم بلغهما فكبر ذلك عليهما، وأخبرت عائشة به ابن الزبير، فقال لأبيه، أتريد أن تلحق بمعاوية؟ فقال:
نعم ولم لا أفعل وابن الحضرمية ينازعني في الأمر؟! ثم بدا له في ذلك، وأحسبه كان حلف ليفعلنّ، فدعا غلاما له فأعتقه، وعاد إلى الحرب.
وحدثني بكر بن الهيثم، حدثنا أبو حكيم الصنعاني، عن معمر عن قتادة، قال: