للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شهدت الحروب فشيبنني … فلم أر يوما كيوم الجمل

أشد على مؤمن فتنة … وأقبل منه لخرق بطل

فليت الظعينة في بيتها … ويا ليت عسكر لم يرتحل

حدثني شيبان بن فروخ، حدثنا جرير بن حازم، عن أبي سلمة:

عن أبي نضرة قال: قال رجل لطلحة والزبير: إن لكما صحبة وفضلا، فأخبراني عن مسيركما هذا وقتالكما أشيء أمر كما به رسول الله أم رأي رأيتما؟ فأما طلحة فسكت وأما الزبير فقال: حدثنا ان هاهنا بيضاء وصفراء - يعني دراهم ودنانير - فجئنا لنأخذ منها.

وحدثت عن زهير بن حرب، عن وهب بن جرير، عن أبيه في هذا الإسناد بمثله.

قالوا: ولما بايع علي أهل البصرة؛ أراد الشخوص إلى الكوفة؛ فاستخلف عبد الله بن العباس على البصرة، وخطب فأمر أهلها بالسمع والطاعة له، وضم إليه زياد بن أبي سفيان كاتبا، وكان يقال له يومئذ:

زياد بن عبيد، وسار مع علي وجوه أهل البصرة فشيعوه إلى موقوع وهو موضع قريب من البصرة، منه يرجع المشيعون - ثم رجعوا، ومضى الأحنف بن قيس وشريك بن الأعور إلى الكوفة، ويقال: إنهما لم يبلغاها.

قالوا: وتلقى سليمان بن صرد الخزاعي عليا وراء نجران الكوفة (١) فصرف عليّ وجهه عنه حتى دخل الكوفة، وذلك إنه كان ممن تخلف عنه، فلما دخل الكوفة عاتبه وقال له: كنت من أوثق الناس في نفسي. فاعتذر وقال:

يا أمير المؤمنين استبق مودتي تخلص لك نصيحتي.


(١) - موضع على يومين من الكوفة فيما بينها وبين واسط. معجم البلدان.