فغاب مطلّب في قعر مظلمة … ثم انتزى نوفل يعدو على مالي
أأن رأى رجلا غابت عمومته … وغاب أخواله عنه بلا والي
أنحى عليه ولم يحفظ له رحما … ما أمنع المرء بين العمّ والخال
فاستنفروا وامنعوا ضيم ابن أختكم … لا تخذلوه فما أنتم بخذّال
أنتم شهاد لمن لانت عريكته … من سلمكم وسمام الأبلخ الغالي (١)
قالوا: فقدم عليه منهم جمع كثيف، فأناخوا بفناء الكعبة وتنكبوا القسي وعلقوا التراس. فلما رآهم نوفل، قال: لشرّ ما قدم هؤلاء.
فكلّموه. فخافهم، وردّ أركاح عبد المطلب عليه، وزاده وأحسن إليه، واعتذر من فعله.
حدثني التوزي النحوي، عن الأصمعي، قال:
الأركاح متسع في سفوح الجبال؛ يقال: إن له ساحة يتركح فيها.
- قال ابن الكلبي: قال عبد المطّلب في نصرة أخواله إياه:
ستأبى مازن وبنو عدىّ … ودينار بن تيم اللات ضيمي
بهم ردّ الإله عليّ ركحي … وكانوا في التناصر دون قومي
عديّ، ومازن، ودينار بنو النجّار، واسمه تيم الله. وقال أيضا
أبلغ بني النّجار إن جئتهم … أني منهم وابنهم والخميس
رأيتهم قوما إذا جئتهم … هووا لقائي وأحبّوا حسيسي
وقال شمر بن نمر الداني:
لعمري لأخوال الأغرّ ابن هاشم … من اعمامه الأدنين أحنى وأوصل
أجابوا على نأي دعاء ابن أختهم … وقد ناله بالظلم والغدر نوفل
فما برحوا حتى تدارك حقّه … وردّ عليه بعد ما كاد يؤكل
(١) - تاريخ الطبري ج ٢ ص ٢٥٠ - ٢٥١ مع فوارق. والأبلخ: المتكبر.