جزى الله خيرا عصبة خزرجية … توافرا على برّ وذو البرّ أفضل (١)
- قال هشام بن الكلبي: فلما نصر بنو الخزرج عبد المطّلب، قالت:
خزاعة، وهم يومئذ كثير قد قووا وعزّوا: والله ما رأينا بهذا الوادي أعظم حلما، ولا أبعد من كلّ موبقة ومذنبة تفسد الرجال من هذا الإنسان - يعنون عبد المطّلب - ولقد نصره أخواله من الخزرج؛ ولقد ولدناه كما ولدوه - وانّ جدّه عبد مناف لابن حبىّ بنت حليل بن حبشّية سيد خزاعة - ولو بذلنا له نصرنا وحالفناه انتفعنا به وبقومه وانتفع بنا. فأتاه وجوههم، فقالوا: يا أبا الحارث، إنا قد ولدناك كما ولدك قومنا من بني النجار؛ ونحن؛ بعد، متجاورون في الدار، وقد أماتت الأيام ما كان يكون في قلوب بعضنا على قريش من الأحقاد؛ فهلمّ، فلنحالفك. فأعجب ذلك عبد المطلب وقبله وسارع إليه فأجابهم إلى حلف. فأقبل ورقاء بن عبد العزى أحد بني مازن بن عدي بن عمرو بن لحيّ، وسفيان بن عمرو القميري، وأبو يسر، وهاجر بن عمير القميري، وهاجر بن عبد مناف بن ضاطر، وعبد العزى بن قطن المصطلقي في عدّة من وجوههم، فدخلوا دار الندوة وكتبوا بينهم كتابا. وكان عبد المطّلب في سبعة نفر من بني المطّلب، والأرقم بن نضلة بن هاشم، ولم يحضر أحد من بني نوفل ولا عبد شمس. فلما فرغوا من الكتاب، علّقوه في الكعبة. وكان الذي كتبه لهم أبو قيس بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب المعلّم. وتزّوج عبد المطّلب يومئذ لبنى بنت هاجر بن عبد مناف بن ضاطر، فولدت له أبا لهب. وتزوج أيضا ممتّعة بنت عمرو بن مالك بن مؤمّل، فولدت له الغيداق. وكانت نسخة كتابهم:
«باسمك اللهم، هذا ما تحالف عليه عبد المطّلب بن هاشم ورجالات