عمرو بن ربيعة، من خزاعة، ومن معهم من أسلم ومالك ابنى أفصى بن حارثة. تحالفوا على التناصر والمؤاساة ما بلّ بحر صوفه، حلفا جامعا غير مفرّق. الأشياخ على الأشياخ، والأصاغر على الأصاغر، والشاهد على الغائب. وتعاهدوا وتعاقدوا أوكد عهد، وأوثق عقد، ولا ينقض ولا ينكث ما شرقت شمس على ثبير، وحنّ بفلاة بعير، وما قام الأخشبان، وعمر بمكة إنسان، حلف أبد، لطول أمد. يزيده طلوع الشمس شدّا، وظلام الليل سدّا. وانّ عبد المطلب وولده ومن معهم دون سائر بني النضر بن كنانة، ورجال خزاعة متكافئون، متضافرون، متعاونون. فعلى عبد المطلب النصرة لهم ممن تابعه على كل طالب وتر، في برّ أو بحر، أو سهل أو وعر. وعلى خزاعة النصرة لعبد المطّلب وولده ومن معهم على جميع العرب، في شرق أو غرب، أو حزن أو سهب. وجعلوا الله على ذلك كفيلا، وكفى به حميلا».
فقال عبد المطّلب:
سأوصى زبيرا إن أتتنى منّيتي … بإمساك ما بيني وبين بني عمرو
وأن يحفظ العهد الوكيد بجهده … ولا يلحدن فيه بظلم ولا غدر
هم حفظوا الإلّ القديم وحالفوا … أباك وكانوا دون قومك من فهر
وكان عبد المطّلب وصّى ابنه الزبير. ثم أوصى الزبير إلى أبي طالب، ثم أوصى أبو طالب إلى العباس.
وقال ابن الكلبي: هذا الحلف هو الذي عناه عمرو بن سالم الخزاعي حين قال لرسول الله ﷺ: