للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذكرت قتلته - بزعمك - وسألتني دفعهم إليك وما أعرف له قاتلا بعينه، وقد ضربت الأمر أنفه وعينيه فلم أره يسعني دفع من قبلي ممن اتهمته وأظننته إليك، ولئن لم تنزع عن غيك وشقائك؛ لتعرفنّ الذين تزعم أنهم قتلوه طالبين لا يكلفونك طلبهم في سهل ولا جبل والسّلام:

وأنفذ عليّ الكتاب إلى معاوية مع أبي مسلم الخولاني.

وقد قال بعض الرواة: إن أبا هريرة الدوسي كان مع أبي مسلم.

وحدثنا هشام بن عمار، حدثنا الوليد بن مسلم:

عن عبد الوارث (١) بن محرّر؛ قال: بلغني أن عمرو بن العاص لما عزله عثمان بن عفان عن مصر؛ قال له: أبا عبد الله أعلمت أن اللقاح بمصر درت بعدك ألبانها؟ فقال: لأنكم أعجفتم أولادها. فكان كلاما غليظا. فلما تكلم الناس في أمره أتاه فقال: لقد ركبت بالناس النهابير (٢)، فأخلص التوبة وراجع الحق. فقال له: وأنت أيضا يا بن النويبغة تؤلب عليّ، لأني عزلتك عن مصر، لا تريني طلعتك، فخرج إلى فلسطين فنزل ضيعة له بها يقال لها: عجلان (٣)، وبها له قصر، فكان يحرض الناس على عثمان حتى الرعاة، فلما بلغه أنه محصور قال: العير يضرط والمكواة في النار. ثم بلغه قتله فقال: أنا أبو عبد الله؛ إني إذا حككت قرحة أدميتها - أو قال: نكأتها - ثم دعا ابنيه عبد الله ومحمدا فقال: ما تريان؟ فقال له


(١) - عبد الواحد (في هامش الأصل).
(٢) - في هامش الأصل: النهابر: المهالك، قال الأصمعي: النهابر جبال رمال مشرفه واحدها نهبر.
(٣) - اسمها الآن خربة عجلان تقع إلى الشرق من قرية برير بنحو ثمانية كم، وتبعد برير عن غزة ٢١ كم إلى الشمال الشرقي منها.