للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صر إلى علي. فقال: إن عليا يقول: أنت رجل من المسلمين لك ما لهم وعليك ما عليهم ومعاوية يخلطني بنفسه ويشركني في أمره،!! قالوا: فأت معاوية. فأتاه فما خير له.

المدائني، عن سلمة بن محارب: كتب معاوية إلى عمرو بن العاص وهو بفلسطين، بخبر طلحة والزبير، وأن جرير بن عبد الله قد أتاه يطلب بيعته لعلي. فقدم عليه.

المدائني، عن عيسى بن يزيد الكناني أن عليا لما بعث جرير بن عبد الله إلى معاوية ليأخذ له البيعة عليه، قدم عليه وهو جالس والناس عنده فأعطاه كتاب علي فقرأه ثم قام جرير فقال: يا أهل الشام إن من لم ينفعه القليل لم ينفعه الكثير، قد كانت بالبصرة ملحمة إن يشفع البلاء بمثلها فلا بقاء للإسلام بعدها فاتقوا الله وروئوا في علي ومعاوية وانظروا أين معاوية من عليّ، وأين أهل الشام من المهاجرين والأنصار؛ ثم انظروا لأنفسكم فلا يكون أحد أنظر لها منها. ثم سكت وسكت معاوية فلم ينطق وقال: أبلعني ريقي يا جرير. فأمسك فكتب من ليلته إلى عمرو بن العاص - وهو على ليال منه، في المصير اليه - وصرف جريرا بغير إرادته - وكان كتابه إلى عمرو:

«أما بعد: فقد كان من أمر علي وطلحة والزبير؛ ما قد بلغك، وقد سقط إلينا مروان في جماعة من أهل البصرة ممن رفض عليا وأمره، وقدم عليّ جرير بن عبد الله في بيعة علي، وحبست نفسي عليك حتى تأتيني، فاقدم عليّ على بركة الله وتوفيقه».

فلما أتاه الكتاب دعا ابنيه عبد الله ومحمدا فاستشارهما، فقال له عبد الله: أيها الشيخ إن رسول الله قبض وهو عنك راض ومات أبو بكر