للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رأس سنة أو أكثر من مقتل عثمان، وخرج عليّ حتى التقوا بصفين.

وحدثني أبو مسعود الكوفي، عن عوانة بن الحكم عن أبيه قال: كتب عليّ إلى عمّاله في القدوم عليه واستخلاف من يثقون به، وكتب إلى سهل بن حنيف في القدوم وولّى مكانه قثم بن العباس بن عبد المطلب إلى ما كان يلي من مكة.

وكان قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري بالمدينة، قد قدم من مصر؛ وفي قلبه على عليّ شيء لعزله إيّاه عنها، فأقام بالمدينة متخلفا عنه.

وكان مروان والأسود بن أبي البختري بن هاشم بن الحارث بن أسد بن عبد العزّى بن قصي - صاحبي معاوية - بالمدينة، والمكاتبين له، والمثبطين عن عليّ، فلقيا قيسا بماكره، وتوعّداه بالقتل، فلما أراد سهل بن حنيف الشخوص إلى عليّ خاف قيس أن يبقى بعده فيقتلاه أو ينالاه بمكروه في نفسه، فشخص مع سهل إلى عليّ فكتب معاوية إلى مروان والأسود، يلومهما ويقول: لو أمددتما عليا بعشرة آلاف فارس ما كان ذلك بأغيظ لي من إمداد كما إياه بقيس بن سعد؛ وهو في رأيه وقوة مكيدته على ما تعلمان. وكان قيس جوادا حازما ذا مكيدة.

حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي، حدثنا وهب بن جرير بن حازم عن ابن جعدبة:

عن صالح بن كيسان قال: عزل عليّ قيس بن سعد؛ عن مصر، فلحق بالمدينة؛ وبها مروان والأسود بن أبي البختري، فبلغه عنهما أمر خافه وخشي أن يأخذاه فيقتلاه أو يحبساه، فركب راحلته وأتى عليا، فكتب معاوية إلى مروان والأسود، يعنفهما ويقول: أمددتما عليا بقيس ورأيه ومكيدته، والله