للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أيمنعنا القوم ماء الفرات … وفينا السيوف وفينا الجحف

وفينا علي له سورة … إذا خوّفوه الردى لم يخف

ونحن الذين غداة الزبير … وطلحة خضنا غمار التلف

فما بالنا أمس أسد العرين … وما بالنا اليوم فينا الضعف

وكان الوليد بن عقبة قد صار إلى معاوية؛ فكان أشد الناس في ذلك.

وقوم يقولون: إن الوليد كان معتزلا بالرّقة، والثبت انه صار إلى صفين (١).

قالوا فقاتل أصحاب علي ومعاوية على الماء أشد قتال حتى غلبوا على الشريعة، وجعل عبد الله بن أحمر يقول:

خلّوا لنا عن الفرات الجاري … وأيقنوا بجحفل جرّار

بكل قرم مستميت شار … مطاعن برمحه كرار

وأقبل أمير المؤمنين عليّ فكان نزوله صفين لليال بقين من ذي الحجة سنة ستّ وثلاثين، فغلب وأصحابه على الماء، فأمر رضي الله تعالى عنه أصحابه أن لا يمنعوا أصحاب معاوية الماء، فجعل السّقاة يزدحمون عليه.

ويقال: إن معاوية - رضي الله تعالى عنه - لمّا رأى شدة قتالهم على تلك الشريعة أرسل إلى أصحابه أن خلّوا عن الماء ليشربوا وتشربوا.

وحدثنا أبو خيثمة، حدثنا وهب بن جرير، حدثني ابن جعدبة:

حدثني صالح بن كيسان قال: لما بلغ معاوية وأهل الشام قتل الزبير، وطلحة؛ وظهور عليّ على أهل البصرة؛ دعا معاوية أهل الشام إلى القتال على الشورى والطلب بدم عثمان؛ فبايعوه على ذلك أميرا غير خليفة، فخرج على


(١) - من المقدر أن موقع صفين حيث بلدة أبي هريرة قرب الرقة حاليا.