للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إن سماكا بنى مجدا لأسرته … حتى الممات وفعل الخير يبتدر (١)

والمحتمل بن سماعة بن حصين بن دينار الجعفي، وشمر بن الحارث بن البراء الجعفي والقشعم بن عمرو بن نذير بن البراء الجعفي وسلمان بن ثمامة بن شراحيل الجعفي وغيرهم، فأمر أهل الرقة أن يتخذوا له جسرا يعبر عليه؛ فأبوا، فسار يريد جسر منبج للعبور عليه، وأقام مالك بن الحارث الأشتر النخعي بعده فقال: أقسم بالله يا أهل الرقة لئن لم تتخذوا لأمير المؤمنين جسرا عند مدينتكم حتى يعبر عليه، لأجردنّ فيكم السيف.

فعقدوا الجسر، وبعث الأشتر إلى عليّ فردّه من دون المنزل، فعبرت الأثقال والرجال، وأمر علي الأشتر أن يقف في ثلاثة آلاف حتى لا يبقى من الناس أحد إلا عبر، ثم عبر أمير المؤمنين علي والأشتر آخر الناس.

ودعا عليّ بزياد بن النضر، وشريح بن هانئ فأمضاهما أمامه على هيئتهما، وكانا قد أخذا على طريق هيت، ثم عبرا منها ولحقاه بقرقيسيا وسارا معه إلا أنهما يقدمان عسكره، وجعل الأشتر أميرا عليهما، فلقيهم أبو الأعور السّلمي وهو على مقدمة معاوية - واسم أبي الأعور: عمرو بن سفيان بن سعيد بن قانف بن الأوقص بن مرة بن هلال بن فالغ - فحاربوه ساعة عند المساء ثم انصرفوا.

ونزل معاوية ومن معه على الفرات على شريعة سبقوا إليها لم يكن هناك شريعة غيرها، وقال: لا تسقوا أصحاب علي الماء كما منعوه أمير المؤمنين عثمان.

وقال الهيثم بن عدّي: لما نزل معاوية صفين قال بعض الشعراء:


(١) - ديوان الأخطل. ط. بيروت ١٩٨٦ ص ١٨٧.