للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأمانهم، وأمره أن يأخذ على الموصل ونصيبين ورأس العين، حتى يصير إلى الرقة؛ ففعل ذلك.

وسار علي حتى عبر الصراة (١)؛ ثم أتى المدائن ثم الأنبار، وعلى طلائعه سعد بن مسعود الثقفي عم المختار بن أبي عبيد، وقصد قصد الرّقّة، وأخذ على شاطئ الفرات من الجانب الجزري.

وكان الأشعث بن قيس بآذربيجان، فلما قدم علي الكوفة، عزله وأمر بمحاسبته فغضب وكاتب معاوية، فبعث إليه من طريقه قبل أن ينفذ من الكوفة حجر بن عدي الكندي؛ وأمره أن يوافيه به بصفين؛ فوافاه بها وقد صار علي إليها أو قبل ذلك.

وقوم يقولون: إن عثمان ولّى الأشعث آذربيجان فأقرّه عليّ عليها يسيرا وولاه حلوان ونواحيها، فكتب إليه في القدوم؛ فقدم الكوفة من حلوان؛ فحاسبه على مالها ومال آذربيجان، فغضب وكاتب معاوية، والله أعلم.

قالوا: وكتب عليّ من طريقه إلى معاوية ومن قبله كتابا يدعوهم فيه إلى كتاب الله وسنة نبيّه وحقن دماء الأمة فكتب إليه معاوية:

ليس بيني وبين قيس عتاب … غير طعن الكلى وضرب الرقاب

فقال عليّ: قاتلت الناكثين، وهؤلاء القاسطون وسأقاتل المارقين.

ووافى عليّ الرّقة وبها جماعة ممن هرب إليها من الكوفة من العثمانية الذين أهواؤهم مع معاوية، مثل الوليد بن عقبة بن أبي معيط، وسماك بن مخرمة بن حمين الأسدي الذي مدحه الأخطل فقال:


(١) - تستمد صراة من الفرات بنى عليها الحجاج بن يوسف مدينة النيل التي بأرض بابل.
وقيل: هي نهر يأخذ من نهر عيسى من بلدة يقال لها المحول بينها وبين بغداد فرسخ.
معجم البلدان.