للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بيتك، فإن هذه حرب ليس معاوية فيها كعليّ، بدأها عليّ بالحق وانتهى فيها إلى العذر، وابتدأها معاوية بالبغي فانتهى منها إلى السرف، وليس أهل الشام فيها كأهل العراق، بايع عليا أهل العراق وهو خير منهم، وبايع أهل الشام معاوية وهم خير منه، ولست وأنا فيها سواء أردت الله، وأردت مصر، فإن ترد شرا لا يفتنا، وإن ترد خيرا لا تسبقنا.

ثم دعا الفضل بن العباس بن عتبة فقال: يا بن عم أجب عمرو بن العاص. فقال:

يا عمرو حسبك من خدع ووسواس … فاذهب فما لك في ترك الهدى آس

إلاّ بوادر يطعن في نحوركم … ووشك ضرب يفزّي (١) جلدة الراس

هذا لكم عندنا في كل معركة … حتى تطيعوا عليا وابن عباس

أمّا علي فإنّ الله فضّله … فضلا له شرف عال علي الناس

لا بارك الله في مصر فقد جلبت … شرا وحظك منها حسوة الحاسي

فلما قرأ معاوية الكتاب قال: ما كان أغنانا عن هذا.

وكان هشام بن عمرو الدمشقي يقول: هذا الحديث مما صنعه ابن دابكم (٢) هذا.

وقال الهيثم بن عدي الطائي: قاتل عبد الله بن بديل بن ورقاء يوم صفين فقتل وهو يقول:

لم يبق إلا الصبر والتّوكل … وطعنة وضربة بالمنصل


(١) - الجرح يفز فزيزا: سال وندّى. القاموس.
(٢) - ابن داب: هو راوي هذا الخبر واسمه عيسى بن يزيد بن بكر بن داب، أبو الوليد، كان منكر الحديث، واتهم أيضا بوضع الحديث. الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي - ط.
بيروت ١٩٨٦ ج ٢ ص ٢٤٣.