للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«ويحك يا بن سمية تقتلك الفئة الباغية». فقال عمرو لمعاوية: ألا تسمع ما يقول هذا؟ فقال معاوية: ما تزال تأتينا بهنة تدحض (١) بها في بولك، أنحن قتلناه إنما قتله الذين جاؤوا به يعني عليا وأهل العراق.

حدثني روح بن عبد المؤمن النضري، حدثني أبو داود الطيالسي أنبأنا شعبة، أنبأني عمرو بن مرّة، قال: سمعت عبد الله بن سلمة يقول:

رأيت عمار بن ياسر يوم صفين شيخا آدم في يده الحربة وإنها لترعد فقال:- ورأى مع عمرو بن العاص راية - لقد قاتلت هذه الراية مع رسول الله ثلاث مرات، والله لو ضربونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر لعلمت أنا على الحق وأنهم على الضلال.

حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثنا وهب بن جرير أنبأنا جويرية بن أسماء:

عن يحيى بن سعيد، عن عمّه قال: لما كان اليوم الذي أصيب فيه عمار، وإذا رجل جسيم على فرس ضخم ينادي: يا عباد الله روحوا إلى الجنة - بصوت موجع - الجنة تحت ظلال السيوف والأسل. وإذا هو عمار، فلم يلبث أن قتل.

وقال الواقدي في إسناده: كان القتال الشديد بصفين ثلاثة أيام ولياليهنّ آخرهنّ ليلة الهرير، شبهت بليلة القادسية، فلما كان اليوم الثالث قال عمار لهاشم بن عتبة المرقال - ومعه اللواء - احمل فداك أبي وأمي. فقال هاشم: يا أبا اليقظان إنك رجل تستخفّك الحرب، وإني إن خففت لم آمن الهلكة، فلم يزل به حتى حمل فنهض عمار في كتيبة ونهض إليه ابن ذي


(١) - أي تزلق، ويروى بالصاد، أي تبحث فيها برجلك. النهاية لابن الأثير.