فقتل من أهل الشام خمسة وأربعون ألفا، ومن أهل العراق خمسة وعشرون ألفا، والله أعلم.
قالوا: وطعن سعيد بن قيس الهمداني ابن الحضرمي فقتله فقال علي:
لو كنت بوّابا على باب جنة … لقلت لهمدان ادخلوا بسلام (١)
ويقال: إن عون بن جعفر بن أبي طالب وأخاه محمدا قتلا مع علي بن أبي طالب بصفين.
ويقال: إنهما قتلا مع الحسين ﵈، وبعض البصريين يزعم أنهما قتلا بتستر من الأهواز حين فتحت.
وكان عمرو بن العاص يقاتل بصفين وهو يقول:
الموت يغشاه من القوم الأنف … يوم لهمدان ويوم للصدف
وفي سدوس نحوه ما تنحرف … نضربها بالسيف حتى تنصرف
ولتميم مثلها أو تعترف (٢) …
قالوا: ولما كان صبيحة ليلة الهرير - وهي ليلة الجمعة لإثنتي عشرة ليلة خلت من صفر سنة سبع وثلاثين - اقتتلوا إلى ارتفاع الضحى، ثم إن عمرو بن العاص أشار برفع المصاحف حين خاف أن ينقلع أهل الشام ورأى صبر أهل العراق وظهورهم؛ فرفعوها بالرماح ونادوا: هذا كتاب الله بيننا وبينكم من لثغور الشام بعد أهل الشام، ومن لثغور العراق بعد أهل العراق.
(١) - ديوان الإمام علي ص ٨٨.
(٢) - روى نصر بن مزاحم هذه الأبيات بشكل مغاير، صفين ص ٤٦٣.