للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الأوّل: [من الكامل]

وضغائن داويتها بضغائن ... حتّى شفيت وبالحقود حقودا

وقال الآخر: [من البسيط]

وما نفى عنك قوما أنت خائفهم ... كمثل وقمك جهّالا بجهّال «١»

فاقعس إذا حدبوا واحدب إذا قعسوا ... ووازن الشّرّ مثقالا بمثقال

فإنّا وإن لم يكن عندنا سنان زفر بن الحارث، ولا معارضة هؤلاء الشرّ بالشرّ، والجهل بالجهل، والحقد بالحقد، فإن عندي ما قال المسعوديّ: [من الطويل]

فمسّا تراب الأرض منه خلقتما ... وفيه المعاد والمصير إلى الحشر «٢»

ولا تأنفا أن ترجعا فتسلّما ... فما كسى الأفواه شرّا من الكبر

فلو شئت أدلى فيكما غير واحد ... علانية أو قال عندي في السّرّ

فإن أنا لم آمر ولم أنه عنكما ... ضحكت له كيما يلجّ ويستشري

وقال النّمر بن تولب: [من الطويل]

جزى الله عنّي جمرة ابنة نوفل ... جزاء مغلّ بالأمانة كاذب «٣»

بما خبّرت عنّي الوشاة ليكذبوا ... عليّ وقد أوليتها في النوائب

يقول: أخرجت خبرها، فخرج إلى من أحبّ أن يعاب عندها.

ولو شئت أن نعارضك لعارضناك في القول بما هو أقبح أثرا وأبقى وسما، وأصدق قيلا، وأعدل شاهدا. وليس كلّ من ترك المعارضة فقد صفح، كما أنّه ليس من عارض فقد انتصر، وقد قال الشاعر قولا، إن فهمته فقد كفيتنا مؤونة المعارضة، وكفيت نفسك لزوم العار، وهو قوله: [من السريع]

إن كنت لا ترهب ذمّي لما ... تعرف من صفحي عن الجاهل «٤»

<<  <  ج: ص:  >  >>