للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحدثني نفيع قال [١] : قال لي القيني: أنا لا أصدق مادام كذبي يخفى.

قال: وذكر شبيب بن شيبة عند خالد بن صفوان فقال خالد: ليس له صديق في السر، ولا عدوّ في العلانية! وقال أبو نخيلة [٢] في شبيب بن شيبة: [من الرجز]

إذا غدت سعد على شبيبها ... على فتاها وعلى خطيبها

من مطلع الشمس إلى مغيبها ... عجبت من كثرتها وطيبها

وقال يحيى بن أبي علي الكرخيّ: أنا إنسان لا أبالي ما استقبلت به الأحرار [٣] .

وقال عمرو بن القاسم: إنما قويت على خصمي بأني لم أتستّر قطّ عن شيء من القبيح [٤] ! فقال أبو إسحاق: نلت اللذّة، وهتكت المروءة، وغلبتك النفس الدّنية، فأرتك مكروه عملك محبوبا وسيّىء قولك حسنا. ومن كان على هذا السبيل لم يتلفت إلى خير يكون منه، ولم يكترث بشرّ يفعله.

وقال الفرزدق [٥] : [من الطويل]

وكان يجير الناس من سيف مالك ... فأصبح يبغي نفسه من يجيرها

ومن هذا الباب قول التّوتّ اليمانيّ [٦] : [من الطويل]

على أيّ باب أطلب الإذن بعد ما ... حجبت عن الباب الذي أنا حاجبه

ومن هذا الشكل قول عديّ بن زيد [٧] : [من الرمل]

لو بغير الماء حلقي شرق ... كنت كالغصّان بالماء اعتصاري

وقال زهير [٨] : [من الطويل]

فلما وردن الماء زرقا جمامه ... وضعن عصيّ الحاضر المتخيّم


[١] ورد الخبر في البيان ١/٤٧، ٣٤٠، ورسائل الجاحظ ١/٣٥٧.
[٢] الرجز في الأغاني ٢٠/٣٩١، ٤٠٥، وثمار القلوب (٨٣) وبلا نسبة في البيان ١/١١٣.
[٣] ورد الخبر في عيون الأخبار ٢/٢٨، منسوبا إلى القيني.
[٤] ورد القول في عيون الأخبار ٢/٢٨ بلا نسبة.
[٥] ديوان الفرزدق ٢٤٩، والبيان ٣/٢٥٩، وتقدم في ص ٢٥٣.
[٦] البيت في البيان ٢/٣٦٠، ٣/٢٥٩، والوحشيات ٧٧.
[٧] تقدم تخريج البيت ص ٧٦.
[٨] تقدم تخريج البيت ص ١٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>