للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأوّلا حتّى اجتمعن في خطمه، فلمّا غمس خطمه أوّلا فأوّلا اجتمعن في الصّوفة، فإذا علم أنّ الصّوفة قد اشتملت عليهنّ تركها في الماء ووثب، فإذا هو خارج عن جميعها.

فإن كان هذا الحديث حقّا فما أعجبه. وإن كان باطلا فإنّهم لم يجعلوه له إلّا للفضيلة التي فيه، من الخبث والكيس.

وإذا مشى الفرس مشيا شبيها بمشي الثعلب قالوا: مشى الثّعلبيّة قال الراعي [١] :

[من الطويل]

وغملى نصيّ بالمتان كأنّها ... ثعالب موتى جلدها قد تسلّعا [٢]

وقال الأصمعيّ: سرق هذا المعنى من طفيل الغنويّ ولم يجد السّرق [٣] .

وفي تشبيه بعض مشيته قال المرّار بن منقذ [٤] : [من الرمل]

صفة الثّعلب أدنى جريه ... وإذا يركض يعفور أشر [٥]

وقال امرؤ القيس [٦] : [من الطويل]

له أيطلا ظبي وساقا نعامة ... وإرخاء سرحان وتقريب تتفل

والبيت الذي ذكره الأصمعيّ لطفيل الغنوي، أنّ الرّاعي سرق معناه هو قوله [٧] :

[من الطويل]

وغملى نصيّ بالمتان كأنّها ... ثعالب موتى جلدها لم ينزع

وأنشدوا في جبنه قول زهير بن أبي سلمى [٨] : [من المنسرح]


[١] ديوان الراعي النميري ١٦٥، واللسان والتاج (زلع، غمل) ، والتهذيب ٨/١٤٤، والجمهرة ١١٧٠، والأمالي ١/١١٥، ٢/١٨٥، والسمط ٣٤٥، ٨٠٣، وبلا نسبة في الجمهرة ٨١٥، ٩٦٠، والمخصص ١١/١٧٧.
[٢] غملى: جمع غميل، وهو من النصي ما ركب بعضه بعضا، والنصي: بنت سبط أبيض ناعم.
المتان: جمع متان، وهو ما ارتفع من الأرض واستوى. تسلع: تشقق.
[٣] انظر ما سيأتي بعد ٦ أسطر في هذه الصفحة.
[٤] البيت في شرح اختيارات المفضل ٤١٠، والجمهرة ١٣٣٠، وبلا نسبة في التهذيب ٤/١٠.
[٥] اليعفور: الظبي. الأشر: النشيط.
[٦] ديوان امرئ القيس ٢١، وتقدم في ٣/٢٤، الفقرة (٥٦٨) .
[٧] ديوان طفيل الغنوي ١٠٤، ووسمط اللآلي ٣٤٥، وانظر لشرح البيت ما تقدم في شرح بيت الراعي.
[٨] ديوان زهير ١٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>