للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سأشكر ما أبقاني الله خالدا ... كشكري، ولا يدري، عليّ بن ثابت

حملت عليه مثقلا فأطلقه ... وحمّلني من شكره فوق طاقتي

ورأى رجل من النبيط الحجّاج بعد موته في منامه فقال: يا حجّاج، إلام صيّرك ربّك؟ فقال: وماذا عليك يا ابن الزّانية، فقال: ما سلمنا من قولك ميتا، ولا من فعلك حيّا.

وقال الأشهب- رجل من أهل الكوفة- يهجو نوح بن درّاج: [من البسيط]

إنّ القيامة فيما أحسب اقتربت ... إذ صار حاكمنا نوح بن درّاج

لو كان حيّا له الحجّاج ما سلمت ... صحيحة يده من نقش حجّاج

وكان الحجّاج يشم أيدي النّبط علامة يعرفون بها.

وقال رجل من طيّئ لرجل من فزارة، وكان الرجل يتوعّده: [من الطويل]

فإن كان هذا يا فزار تجلّبا ... لنخشى فما نرتاع للجلبات

أألآن لما أن علا الشّيب مفرقي ... وصارت نيوب العود مختلفات

فلو أنّ سافي الريح يحملكم قذى ... لأعيننا ما كنتم بقذاة

ألست فزاريّا تبيّن لؤمه ... إذا قام بين الأنف والسّبلات

ترى الخيل تستحيي إذا ما ركبتم ... عليها حياء البدّن الخفرات

وقال أبو عبيدة: «ما ينبغي أن يكون في الدّنيا مثل النظّام: سألته وهو صبيّ عن عيب الزّجاج، فقال: سريع الكسر، بطيء الجبر» .

ومدحوا النّخلة عنده، فقال: «صعبة المرتقى، بعيدة المهوى، خشنة المسّ، قليلة الظلّ» .

وذكر النظّام الخليل بن أحمد فقال: «توحّد به العجب فأهلكه، وصوّر له الاستبداد صواب رأيه فتعاطى ما لا يحسنه، ورام ما لا يناله، وفتنته دوائره «١» التي لا يحتاجه إليها غيره» .

وكان أبو إسحاق إذا ذكر الوهم لم يشكّ في جنونه، وفي اختلاط عقله.

وهكذا كان الخليل، وإن كان قد أحسن في شيء.

<<  <  ج: ص:  >  >>