الكلب. ومن هذا الباب كليب بن يربوع، وكلاب بن ربيعة، وكلب بن وبرة. ومنه بنو الكلبة، قال الشاعر:[من الطويل]
سيكفيك من ابني نزار لراغب ... بنو الكلبة الشمّ الطوال الأشاجع «١»
والكلبة لقب ميّة بنت علاج بن شحمة العنبريّ. وبنوها بنو الكلبة الذين سمعت بهم- تزوّجها خزيمة بن النعمان من بني ضبيعة بن ربيعة بن نزار، فهي أمّهم. وفيها يقول شبيل بن عزرة الضّبعي صاحب الغريب- وكان شيعيّا من الغالية، فصار خارجيّا من الصّفرية-: [من الطويل]
بنو كلبة هرّارة وأبوهم ... خزيمة عبد خامل الأصل أوكس «٢»
وفي ميّة الكلبة يقول أبوها، وهو علاج بن شحمة:[من الطويل]
إن تك قد بانت بميّة غربة ... فقد كان ممّا لا يملّ مزارها
دعتها رجال من ضبيعة كلبة ... وما كان يشكى في المحول جوارها
ومما اشتقّ له من اسم الكلب من القرى والبلدان والناس وغير ذلك، قولهم في الوقعة التي كانت بإرم الكلبة «٣» . ومن ذلك قولهم: حين نزلنا من السّراة صرنا إلى نجد الكلبة.
وكان سبب خروج مالك بن فهم بن غنم بن دوس إلى أزد شنوءة من السراة أنّ بني أخته قتلوا كلبة لجاره، وكانوا أعدّ منه فغضب ومضى. فسمّي ذلك النجد الذي هبط منه نجد الكلبة.
وبطسّوج بادوريا نهر يقال له: نهر الكلبة.
ويقولون: كان ذلك عند طلوع كوكب الكلب. ومن ذلك قولهم: عبّاد بن أنف الكلب. ومن ذلك أبو عمر الكلب الجرميّ النحوي، وكان رجلا من العلية عالما، عروضيّا نحويّا فرضيّا. وعلّويه كلب المطبخ، وكان أشرب الناس للنبيذ، وقد راهنوا بينه وبين محمّد بن عليّ.