كما قال الآخر: [من الرجز]
أكلن حمضا فالوجوه شيب ... شربن حتى نزح القليب «١»
وقد تصير النّاقة الحمراء إذا أتمّت حبشيّة. ولذلك قال الشاعر: [من الكامل]
حمراء لا حبشيّة الإتمام
وما أشبه ذلك بقول العبديّ: [من الطويل]
وداويتها حتّى شتت حبشيّة ... كأنّ عليها سندسا وسدوسا «٢»
والدّواء: اللبن، فلذلك تصير الفرس إذا ألقت شعرها وطرّت، تستديل هذا اللون.
وقال خالد بن الصقعب النّهديّ: [من الوافر]
هبطنا بعد عهدك بطن خبت ... تظلّ حمامه مثل الخصوم «٣»
كأنّ عرين أيكته تلاقى ... به جمعان من نبط وروم
نباح الهدهد الحوليّ فيه ... كنبح الكلب في الأنس المقيم
ويقال إنّ الهدهد ينبح. وربّما جعلوا الهدهد، الذي ينبح، الحمام الذكر. قال الشاعر- وهو يصف الحمام الذّكر كيف يصنع فيها: [من الكامل]
وإذا استترن أرنّ فيها هدهد ... مثل المداك خضبته بجساد «٤»
وقال طفيل في النّبوح مدفّع ... عن الزّاد ممّا جلّف الدهر محثل «٥»
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute