ومعلوم أنّ هذا لا يكون، ولكن حقّر أمرهم وصغّرهم.
وقال ابن هرمة: [من الكامل]
وإذا تنوّر طارق مستنبح ... نبحت فدلّته عليّ كلابي «١»
وقال ابن مهية: [من الوافر]
جلبنا الخيل من شعبى تشكّى ... حوافرها الدوابر والنّسورا «٢»
فلما أن طلعن بعين جعدي ... وأهل الجوف أن قتلوا غرورا
ولم يك كلبهم ليفيق حتّى ... يهارش كلبهم كلبا عقورا
ومعلوم أنّ هذا لا يكون، إنما هو مثل. وقال أعرابيّ: [من الطويل]
أخو ثقة قد يحسب المجد فرصة ... إلى أهله أو ذمّة لا تخفّر
حبيب إلى كلب الكريم نباحه ... كريه إلى الكوماء والكلب أبصر
وقال ابن هرمة: [من البسيط]
وفرحة من كلاب الحيّ يتبعها ... شحم يزفّ به الداعي وترعيب
فهذا قول هؤلاء. وقال الآخر: [من الطويل]
هجمنا عليه وهو يكعم كلبه ... دع الكلب ينبح إنّما الكلب نابح «٣»
وقال الآخر: [من الطويل]
وتكعم كلب الحيّ من خشية القرى ... ونارك كالعذراء من دونها ستر «٤»
وقال أعشى بني تغلب: [من الوافر]
إذا احتلّت معاوية بن عمرو ... على الأطواء خنّقت الكلابا «٥»
فالكلب مرّة مكعوم، ومرّة مخنوق، ومرّة موسد ومحرّش، ومرة يجعله جبانا،